أثر انفصال الوالدين على الصحة النفسية للأطفال " بحث "


المقدمة :
يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض الحلال " لما يتر
تب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.ومما لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها تزايدت حالات الطلاق في مجتمعنا حيث بينت الإحصائيات الأخيرة للنصف الأول من هذه السنة أن بين كل ست حالات زواج تجد أن هناك حالة طلاق بينهم ومن بين 60 حالة زواج هناك 10 حالات طلاق ويثير هذا الرقم تساؤلات عدة ،ترى ما أسباب الطلاق في مجتمعنا ولماذا تسير نحو طريق التزايد المستمر؟ لماذا الخيانات الزوجية تزايدت في ظل التطور التكنولوجي والمدني؟ لماذا تعددت مطالب الإنسان المتمدن؟ وأصبح يطلب المزيد المزيد من مغريات الحياة لماذا ابتعدنا عن الكنز الذي لا يفنى ؟ ونبحث عن الكنوز الزائلة التي تقودنا إلى الهلاك و المتعة المحدودة لماذا ابتعد المجتمع عن المبادئ الطاهرة الخالصة لوجه الله؟
لماذا أصبحت العقول تافهة على الرغم من توافر الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة؟ هناك تساؤلات كثيرة لا نستطيع أن نحصيها جميعها هنا و لذالك وددنا طرح موضوع الطلاق الذي أصبح الحدث الهام في مجتمعنا و إلى أين نحن سائرون ؟

الفصل الأول
نبذة عن الطلاق
وتتعدد أسباب الطلاق ومنها الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل وطغيان الحياة المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية وضعف الخلق، كل ذلك يحتاج إلى الإصلاح وضرورة التمسك بالقيم والفضائل والأسوة الحسنة.
تعريف و حكم الطلاق
تعريف الطلاق:
الطلاق في اللغة: مأخوذ من الإطلاق وهو الإرسال والترك.
تقول:أطلقت الأسير ،إذا حللت قي قيده وأرسلته.
الطلاق في الشروع :حل رابطه الزواج،وإنهاء العلاقة الزوجية.
 



أهمية والتعرف علي حكم الطلاق :-
حكم الطلاق:
اختلف آراء الفقهاء في حكم الطلاق والأصح من هذه الآراء ،رأى الذين ذهبوا إلى حظره إلا لحاجة،وهم الأحناف والحنابلة، واستدلوا بقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم((لعن الله كل ذواق،
ولأن في الطلاق كفراً لنعمة الله،فإن في الزواج نعمة من نعمه،وكفران النعمة حرام،فلا يحل إلا لضرورة.
ومن هذه الضرورة التي تبيحه أن يرتاب الرجل في سلوك زوجته أو أن يستقر في قلبه عدم اشتهائها
فإن لم تكن هناك حاجة تدعو إلى الطلاق يكون حينئذً محض كفران نعمة الله وسوء أدب من الزوج في كون مكروهاً محظوراً.
والطلاق أيضا عند الحنابلة قد يكون واجباً وقد يكون محرماً وقد يكون مباحاً وقد يكون مندوباً إليه.
فأما الطلاق الواجب:
 فهو طلاق الحكمين في الشقاق بين الزوجين،إذا رأيا أن الطلاق هو الوسيلة لقطع الشقاق
وكذلك طلاق المولي بعد التربص، مدة أربعة أشهر لقول الله تعالى (( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم)).(1(

وأما الطلاق المحرم:
 فهو الطلاق من غير حاجة إليه وإنما كان محرماً،لأنه ضرر بنفس الزوج،وضرر بزوجته
وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما من غير حاجة إلية فكان محرماً،مثل إتلاف المال،لقول الرسول صلى الله علية وسلم(لا ضرر ولا ضرار
أما الطلاق المباح:
فإنما يكون عند الحاجة إليه ،لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها والتضرر بها من غير حصول الغرض منها.
أما الطلاق المندوب إليه: فإنما الطلاق الذي يكون عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها مثل الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها أي تكون غير عفيفة.
الدراسات السابقة نحو المجتمع :
أركان الطلاق
أركان الطلاق وهي ثلاثة:
المطلق.
المطلقة.
الصيغة: وهي اللفظ وما في معناه.
فأما المطلق فله أربعة شروط:
(الإسلام – العقل – البلوغ –الطوع )فلا ينفذ طلاق مجنون ولا كافر اتفاقاً ولا صبي غير بالغ وقيل ينفذ طلاق المراهق وفاقاً لابن حنبل
حكم طلاق الزمن الماضي والمستقبل:
إذا قال لزوجته: أنت طالق أمس، أو قال لها:أنت طالق قبل أن أتزوجك ونوى بذلك وقوع الطلاق وقع في الحال لأنه مقر على نفسه بما هو أغلظ عي حقه،وإن لم ينوي وقوعه في الحال فلا يقع.
وإن قال الزوج لزوجته:أنت طالق اليوم إذا جاء غدٌ، فلغوٌ لا يقع به شيء.
وإن قال لزوجته:أنت طالق غداً،أو أنت طالق يوم كذا وقع الطلاق بأول هما،لأنه جعل الغد ويوم كذا ظرفا ًللطلاق
فإذا وجد ما يكونه ظرفاً له طلقت،ولا يدين ولا يقبل منه في الحكم إن قال:أردت آخر هما لأنه لفظه لا يحتمله.
من يقع منه الطلاق:
اتفق العلماء على أن الزوج، العاقل البالغ المختار هو الذي يجوز لهان يطلق وأن طلاقه يقع.
فإذا كان مجنوناً أو صبياً, مكروهاً فإن طلاقه يعتبر لغواً لو صدر منه،لأن الطلاق تصرف من التصرفات التي لها آثارها ونتائجها في حياة الزوجين ولا بد من أن يكون المطلق كامل الأهلية .
وللعلماء آراء مختلفة في المسائل الآتيه1- طلاق المكره: المكره لا إرادة له ولا اختيار، والإرادة والاختيار هي أساس التكليف،فإذا انتفيا انتفي التكليف واعتبر غير مسئول عن تصرفاته،مسلوب الإرادة وهو في الواقع ينفذ إرادة المكره،فمن اكره على النطق بكلمه الكفر،لا يكفر بذلك لقول الله تعالى((إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان))(3 -2 (طلاق السكران:ذهب جمهور الفقهاء إلى أن طلاق السكران يقع،لأنه المتسبب بإدخال الفساد على عقله بإرادته-3 طلاق الغضبان: الذي لا يتصور ما يقول ولا يدري ما يصدر عنه، لا يقع طلاقه لأنه مسلوب الإرادة.
4- طلاق المد هوش :
المد هوش الذي لا يدري ما يقول بسبب صدمه أصابته فأذهبت عقله وأطاحت بتفكير هلا يقع طلاقه كما لا يقع طلاق المجنون والمعتوه والمغمى عليه ومن اختل عقله لكبر أو مرض أو مصيبة فاجأته.
 5- طلاق الأخرس: ويقع من أخرس وحده بإشارة فلو فهمها البعض فكتابة وتأويله مع صريح كالنطق، وكتابته طلاق.






الحدود الدراسية و المتغيرات في الموضوع
الطلاق السني والبدعي:
ينقسم الطلاق إلى طلاق سني وطلاق بدعي:
فطلاق السنة:
 هو الواقع على الوجه الذي ندب إلية الشرع،وهو أن يطلق الزوج المدخول بها طلقه واحدة،في طهر لم يمسسها فيه لقول الله تعالى((الطلاق مرتان إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان))
أي أن الطلاق المشروع يكون مرة يعقبها رجعه ثم مرة ثانية يعقبها رجعة ،ثم إن المطلق بعد ذلك له الخيار بين أن يمسكها بمعروف أو يفارقها بإحسان.ويقول الله تعالى ((يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن)).
أي إذا أردتم تطليق النساء فطلقوهن مستقبلات العدة،وإنما تستقبل المطلقة العدة إذا طلقها بعد أن تطهر من حيض أو نفاس وقبل أن يمسها.
الطلاق البدعي:
 أما الطلاق البدعي
فهو الطلاق المخالف للمشروع كأن يطلقها ثلاثاً بكلمه واحدة أو يطلقها ثلاثاً متفرقات في مجلس واحد كأن يقول:أنت طالق أنت طالق أنت طالق ،أو يطلقها في حيض أو نفاس أو طهر جامعها فيه.
وأجمع العلماء على أن الطلاق البدعي حرام وأن فاعله آثم، وذهب جمهور العلماء إلى أنه يقع واستدلوا بالأدلة الآتية1-أن الطلاق البدعي مندرج تحت الآيات العامة.
2 - تصريح ابن عمر –رضي الله عنه0 لما طلق امرأته وهي حائض وأمر الرسول صلي الله عليه وسلم بمراجعتها بأنها حسبت تلك الطلقة.
وذهب بعض العلماء إلى أن الطلاق البدعي لا يقع ومنعوا اندراجه تحت العمومات لأنه ليس من الطلاق الذي أذن الله به بل هو من الطلاق الذي أمر الله بخلافه فقال((فطلقوهن لعدتهن))
منذهب إلى أن الطلاق البدعي لا يقع هو عبد الله بن معمر،وسعيد بن المسيب،وطاووس من أصحاب ابن عباس.
مجتمع الدراسة وأدواته
أقسام الطلاق:
اتفقوا على أن الطلاق نوعان: (1) رجعي و بائن.
الطلاق الرجعي:
 هو الذي يملك فيه الزوج رجعها من غير اختيارها وأن من شرطه أن يكون في مدخول بها،وإنما اتفقوا على هذا لقول الله تعالى (يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة إلى قوله تعالى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً))
أما الطلاق البائن: فإنهم اتفقوا على أن البينونة إنما توجد للطلاق من قبل عدم الدخول ومن قبل عدم التطليقات ومن قبل العوضفي الخلع،واتفقوا على أن العدد الذي يوجب البينونة في طلاق الحر ثلاث تطليقات إذا وقعت مفترقات لقوله تعالى (الطلاق مرتان))
 واختلفوا إذا وقعت ثلاثاً في اللفظ دون الفعل ، وكذلك اتفق الجمهور على أن الرق مؤثر في إسقاط إعداد الطلاق وأن الذي يوجب البينونة في الرق اثنتان
كنايات الطلاق:
كناية الطلاق لابد فيها من نية الطلاق لأن الكناية لفظ يحتمل غير معني الطلاق فلا يتعين بدون النية
والكناية قسمان :ظاهرة وخفية.
الظاهرة:
 يقع بها الطلاق الثلاث حتى وإن نوى واحدة على الأصح وعنه يقع ما نواه اختاره أبو الخطاب
لحديث وكانة (أنه طلق البتة ،فاستحلفه النبي-صلى الله عليه وسلم- ما أردت إلا واحدة،فحلف فردها عليه
والكناية الظاهرة:خمس عشرة لفظة:
أنت خلية،أنت برية،وأنت بائن،وأنت بتة،وأنت بتلة،وأنت حرة،وأنت الحرج،وحبلك على غاربك،وتزوجي من شئت،وحللت للأزواج، أو لا سبيل ليعليك،أو لا سلطان لي عليك، أو أعتقتك،وغطي شعرك،وتقنعي.
الخفية:
 يقع بها طلقة واحدة رجعة في مدخول بها،لأن مقتضاه الترك دون البينونة كصريح الطلاق،وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- لابنة الجون(الحقي بأهلك) ولم يكن ليطلق ثلاثاً وقد نهي عنه،وقال لسودة(اعتدي) فجعلها طلقة،ما لم ينو أثر ،فإن نوى أكثر وقع مانواه.
الكناية الخفية: عشرون لفظة، وهي:اخرجي،واذهبي،وذوقي،وتجرعي،وخليتك،وأنتم خلاه،وأنت واحده ،ولست لي بامرأة ،واعتدي، و استبرئي،و اعتزلي،والحقي بأهلك، ولاحاجة لي فيك، وما بقي شيء، وأغناك الله،وإن الله قد طلقك، والله قد أراحك مني ،وجرى القلم ولفظ فراق، ولفظ سراح.
ولا تشترط النية للطلاق في حال الخصومة أو حال الغضب،وإذا سألت الزوجة زوجها طلاقها فيقع الطلاق في هذه الأحوال بالكناية بدون نية فلو قال في حال الخصومة أو الغضب أو سؤال الطلاق- لم أرد الطلاق،
العينة البنية للموضوع
الشك في الطلاق
الشك في الطلاق:
الشك: هو هنا مطلق التردد.
لا يقع الطلاق بالشك فيه أي فيما علق عليه وإن كان عدمياً بأنقال:إن لم أدخل الدار يوم كذا فزوجتي طالق،ومضي اليوم،وشك هل دخل الدار فيه أو لا ،لأنه شك طرأ على يقين،فوجب طرحة كما لو شك المتطهر في الحدث.
ومن طلق زوجته وشكفي عدد ما طلق بني على اليقين


حكم الطلاق
الطلاق جائز بالكتاب والسنة والإجماع عند الحاجة إليه.
فمن الكتاب قوله تعالى: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" [سورة البقرة:299ُ.
ومن السنة: فقد طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ثم راجعها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
وأما الإجماع: فقد اتفقت كلمة العلماء على مشروعيته من غير نكير.
ومن الأسباب الأخرى للطلاق وهي
 "الخيانة الزوجية" وتتفق كثير من الآراء حول استحالة استمرار العلاقة الزوجية بعد حدوث الخيانة الزوجية لاسيما في حالة المرأة الخائنة. وفي حال خيانة الرجل تختلف الآراء وتكثر التبريرات التي تحاول دعم استمرار العلاقة.
وفي بلادنا يبدو أن هذه الظاهرة نادرة مقارنة مع المجتمعات الأخرى ، ويمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل مقنع على الخيانة الزوجية يكون سبباً في فساد العلاقة الزوجية وتوترها واضطرابها مما يتطلب العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، ذلك أن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والإشارات المستقبلة من قبل الزوجين معاً، ويحدث أن ينحرف التفكير عند أحدهما بسبب غموض الإشارات الكلامية والسلوكية التي يقوم بها . كأن يتكلم قليلاً أو يبتسم في غير مناسبة ملائمة أو أنه يخفي أحداثاً أو أشياء أخرى وذلك دون قصد أو تعمد واضح مما يثير الريبة والشك والظنون في الطرف الآخر ويؤدي غلى الشك المرضي. وهنا يجري التدريب على لغة التفاهم والحوار والإشارات الصحيحة السليمة وغير ذلك من الأساليب التي تزيد من الثقة والطمأنينة بين الزوجين وتخفف من اشتعال الغيرة والشك مثل النشاطات المشتركة والجلسات الترفيهية والحوارات الصريحة إضافة للابتعاد عن مواطن الشبهات قولاً وعملاً.
وهنا نأتي إلى سبب مهم من أسباب الطلاق وهو "عدم التوافق بين الزوجين" ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي. وبالطبع فإن هذه العموميات صعبة التحديد، ويصعب أن نجد رجلاً وامرأة يتقاربان في بعض هذه الأمور، وهنا تختلف المقاييس فيما تعنيه كلمات "التوافق" وإلى أي مدى يجب أن يكون ذلك، ولابد لنا من تعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق لأن ذلك يفيد كثيراً تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس.
والأفكار المثالية تؤدي إلى عدم الرضا وإلى مرض العلاقة وتدهورها. وبشكل عملي نجد أنه لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها. فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية. ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الأخر. ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعاً وإثارة وحيوية.
وإذا كان الاختلاف كبيراً أو كان عدائياً تنافسياً فإنه يبعد الزوجين كلا منهما عن الآخر ويغذي الكره والنفور وعدم التحمل مما يؤدي إلى الطلاق.
ونجد أن عدداً من الأشخاص تنقصه "الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين" وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها أو لأسباب تربوية وظروف قاسية وحرمانات متنوعة أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة.
وهؤلاء الأشخاص يصعب العيش معهم ومشاركتهم في الحياة الزوجية مما يجعلهم يتعرضون للطلاق، وهنا لابد من التأكيد على أن الإنسان يتغير وأن ملامح شخصيته وبعض صفاته يمكن لها أن تتعدل إذا وجدت الظروف الملائمة وإذا أعطيت الوقت اللازم والتوجيه المفيد، ويمكن للإنسان أن يتعلم كيف ينصت للطرف الآخر وأن يتفاعل معه ويتجاوب بطريقة إيجابية ومريحة.
وهكذا فإنه يمكن قبل التفكير بالطلاق والانفصال أن يحاول كل من الزوجين تفهم الطرف الآخر وحاجاته وأساليبه وأن يسعى إلى مساعدته على التغير، وكثير من الأزواج يكبرون معاً، ولا يمكننا نتوقع أن يجد الإنسان " فارس أحلامه" بسهولة ويسر ودون جهد واجتهاد ولعل ذلك "من ضرب الخيال" أو " الحلم المستحيل " أو "الأسطورة الجميلة" التي لا تزال تداعب عقولنا وآمالنا حين نتعامل مع الحقيقة والواقع فيما يتعلق بالأزواج والزوجات. ولا يمكننا طبعاً أن نقضي على الأحلام ولكن الواقعية تتطلب نضجاً وصبراً وأخذاً وعطاءً وآلاماً وأملاً.
ألفاظ الطلاق
وهي نوعان:
1.                ألفاظ صريحة في الطلاق،
2.                 يقع الطلاق بها مباشرة بدون الحاجة إلى نية.
مثل: أنت طالق، مطلقة، طلقتك ونحو ذلك.


ألفاظ كناية الطلاق:
وهي نوعان: كناية ظاهرة، وكناية خفية. ولكل منها شروط وأحكام، فمنها لو قال: اخرجي واذهبي لأهلك، وحللت للأزواج، وغطي شعرك، وتستري مني، ونحو ذلك لا بد فيها من نية الطلاق.
طلاق السنة
والسنة في الطلاق أن يطلقها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه. لقوله تعالى: {فطلقوهن لعدتهن } [الطلاق:1].
طلاق البدعة
وهو طلاق محرم ويقع على القول الراجح.بدليل قوله صلى الله عليه وسلم لعمر في شأن أبنه: (مُـرْه فليراجعها ) متفق عليه، فلو لم يقع لم يكن ثّمة حاجة للمراجعة.
وهو أنواع:
1. من طلاق البدعة أن يطلقها ثلاثاً وهذا محرم، والسنة أن يطلقها طلقة واحدة، لأن المقصود واحد، ولا يدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
2. من المحرم أن يطلقها في فترة الحيض.                                     
3. ومن المحرم أن يطلقها في طهر جامعها فيه.       

الرجعة
وهي إعادة الزوجة المطلقة إلى ما كانت عليه بغير عقد.
ولا تحتاج الرجعة إلى ولي ولا مهر ولا إشهاد، ولا رضى المرأة ولا علمها بالرجعة.
ويشترط لها:
1. أن يكون الطلاق غير بائن، فلا رجعة في الطلاق البائن.
2. أن تكون المرأة في زمن العدة فيحق له مراجعتها فيها، فإذا انقضت العدة فهي بائن بينونة صغرى، لا تحل له إلا بنكاح جديد. والمرأة المطلقة طلقة واحدة أو اثنتين لا تخرج من بيتها، وعليها أن تتزين لزوجها وتخرج أمامه لعله يراجعها.
تعريف الطلاق للأطفال
عندما يسألك أمام الجميع عن سبب عدم وجود والده بالمنزل و ماذا إن كان لديه والدين مختلفين
مفهوم الطلاق وحدود انتشاره في المجتمع العربي .
الطلاق هو عبارة عن فصل عقد الزواج الشرعي بين طرفان ، بإرادتهما قانونيا ً ، وينهيان حياتهما الزوجية والأسرية بملء إرادتهما تبعا ً لأسباب معينة ، تدفع بهما إلى اتخاذ هذا القرار المصيري ، متغاضين عن النتائج السلبية النفسية منها والاجتماعية التي يحصدونها عبر هذه الخطوة ، كون يجد كلا من الطرفان بأن مسألة التفاهم أصبحت صعبة وغير مستمرة فيما بينهما .
والجدير بالذكر هنا أن المجتمع العربي المعاصر أصبح يشهد ارتفاع ملحوظ في نسبة حدوث الطلاق بين الأزواج ، فقد شهد المجتمع العربي أكثر من حالة طلاق بين حديثي الزواج وبين من لهم سنوات طويلة في الحياة الأسرية ، ورغم ما تتعرض أسرة المطلقين إلى مشاكل تنعكس بالدرجة الأولى على الأبناء في حال وجودهم وعلى المطلقين أنفسهم وخاصة المطلقات ونظرة المجتمع إليهن. وذلك بفعل ما نشهده مؤخراً من تحولات في المعايير الاجتماعية والخلفية الثقافية ، عبر الزمن .
قديما كنا نجد رفض قاطع لفكرة الطلاق ، عبر هيمنة وسلطة العائلة ، التي تدّرس بناتها ببعض التعاليم والمتعلقة بعدم الرجوع نهائيا ً إلى المنزل ، بحكم " أن الطلاق يأخذ ضمن إطار العيب الاجتماعي ، ولا يوجد أي حالة طلاق بالعائلة قد حدثت ، وأن تتحمل الفتاة الظروف الأسرية الجديدة مهما كانت ، ومهما تعرضت إليه من سلوكيات وممارسات زوجية قاهرة ؛وذلك كون أن حياتها الأسرية الجديدة قد بدأت عند أهل الزوج مع زواجها وعبر انتقالها للبيت الزوجي ،وذلك في ظل وحمى الرجل الذي يتمتع بالشرف والقوة وبسط النفوذ ، والذي لا يمكن له أن يتخلى عن زوجته مهما كانت الظروف والمشاكل فيما بينهم ، تبعا ً للوصمة العار الذي يمكن أن تلحق به من جراء إقدامه على الطلاق "هذا ما ساد قديما ً لدى المجتمع العربي . أما حديثا ً، نجد تحول قيمي واجتماعي كبير من حيث تبدل للعادات والتقاليد تجاه هذه المسألة


الأسباب الكامنة وراء حدوث هذه الظاهرة :
والجدير بالذكر هنا ، نجد هنا أن ننوه ما قد أشار به "أن الأسرة كوحدة طبيعية تتضمن كل الأفراد الذين يشتركون مع بعض في هوية واحدة ويتأثرون بالأسرة عن طريق تبادل العواطف والمشاعر ، على أن الأسرة وحدة اجتماعية تتضمن في طياتها إمكانية تبادل الدعم النفسي والاجتماعي ولكن إذا ما حدثت إعاقة أو تحد يوقف أو يقلل من فاعلية تبادل المشاعر بين أفراد الأسرة نتيجة لمشكلات الاتصال أو لوقوع أفراد الأسرة تحت تأثير الضغوط النفسية فإن ذلك سوف يؤدي إلى ظهور الاضطرابات التي تقلل من قدرة الأسرة على تحقيق مهماتها وأهدافها " وليس ما يعيق تبادل العواطف والمشاعر الأسرية بشكل قاطع ومباشر بين أفراد الأسرة الواحدة سوى القطيعة التي تحدث بفعل الطلاق ، عبر انفصال الركنين الأساسيين للأسرة ، أي الأم والأب ، فيفتقد الجو الأسري وجوده ، وتتلاشى العواطف مع المشكلات والأسباب التي شكلت العامل الحازم للطلاق فيما بينهما ،
ملازمة للأطفال
وأكدت على أن الطفل هو أول من يصاب بآثار الطلاق السلبية، وقالت: أثبت الواقع أن آثار الطلاق تظل ملازمة للأطفال حتى بلوغهم سن الرشد، وأن حالة الطفل تتأزم بعد انفصال والديه، حيث لا يستطيع تجاوز عقدة هذا الانفصال، بل إن من آثاره أن بعض الأطفال إذا وصل سن الزواج قد لا يفكر ملياً في الارتباط بزوجة، وإذا تزوج فإنه لا يرغب في الإنجاب، مشيرةً إلى أن أغلب الأطفال الذين تعرضوا لصدمة طلاق والديهم هم ضحية للانجراف في سلوكيات غير سوية، جراء الوضع النفسي الصعب لاستمرار معاناتهم ومخاوفهم وشعورهم بالضياع، مبينةً أن الطلاق قد يكون سبباً في فساد أخلاق الطفل، وما يسببه اكتئابه من انتشار عادات سيئة وغير سوية يتبعها في حياته.
طبيعة الحياة
وشددت على أهمية توطين النفس على أن الحياة اليومية لابد فيها من الاختلاف والمشكلات في العلاقة الزوجية، مؤكدةً على أن هذا من طبيعة الحياة، فالمهم هو احتواء المشكلة لتجنيب الأطفال المشاكل النفسية، وهذا بالطبع يتطلب خبرة ومعرفة يفتقدها الكثيرون، وربما يكون الزواج المبكر عاملاً سلباً؛ بسبب نقص الخبرة والمرونة وزيادة التفكير الخيالي، إلى جانب عدم النضج بما يتعلق بالطرف الآخر في الحياة نفسها، مبينةً أن ملامح شخصية الطفل يكون لها أثر واضح في عدم الاهتمام بالإيجابيات، مما يؤثر على حالته الاجتماعية، بالتالي التوتر والقلق والاكتئاب، ذاكرةً أنه مما لاشك فيه أن للأبوين وتداركهما لمشاكلهما، له دور كبير في إنقاذ الطفل من كثير من حالات الاكتئاب.
تجربة قاسية
وأضافت أن من شأن الطلاق أيضاً التأثير على حياة الطفل بخلق مشاكل عصبية مستمرة معه، تؤثر على نفسيته، بل وتتيح له مجالاً واسعاً للاستسلام للاكتئاب، بالإضافة إلى انحطاط النفسية إلى أسوء أمورها، لافتةً إلى أن مشكلة الطلاق تعتبر بالنسبة للأطفال تجربة نفسية قاسية، وذلك حتماً يؤثر على بناء شخصيتهم، إلى جانب أنها تفسدهم، بأن تجعل مشاعرهم غير مستقلة، ويكون الاضطراب في مثله العليا مصاحباً له، ومن شأن ذلك أن يمتد أثره على حياته العلمية والعملية..
أثر الطلاق على نفسية الأولاد :
تشكل رعاية الأطفال بعد طلاق ذويهم مشكلة صعبة بالنسبة للمحاكم . و تحتار المحاكم بين أن تعهد بالمسئولية عن هؤلاء إلى الآباء أو تسمح للأم بنقلهم إلى الأماكن التي ستقيم فيها
و ينبغي على الآباء و القضاة إدراك آثار الطلاق على الأطفال بحسب ما يقول الخبراء.
يقول الباحث ويليام فابر يكس ، عالم نفس في جامعة ولاية أريزونا ، أنها أصعب مشكلة تواجه المحاكم أسألوا أي قاضى و سيقول لكم ذلك ، و قد نشرت الدراسة في مجلة "علم النفس العائلي" .
و يصف الباحث دراسته هذه بمثابة جرس الإنذار بالنسبة للآباء و الأمهات الذين يعتقدون أن بإمكانهم الانفصال دون التأثير على أطفالهم الأطفال الذين ينتقلون من منازلهم بسبب الطلاق حزينون...
ألحكمه من الطلاق
بما أن الشريعة جاءت بالطلاق فلا شك بان هنالك حكمه للطلاق
وباعتقادي أن الطلاق يشبه العلاج بالكي
إذن فالطلاق هو حل وعلاج لأفه اجتماعيه وهي التعاسة الزوجية
أي عندما يصبح لا شئ يجمع بين الزوجين سوى جدران ذلك البيت الذي يعيشان فيه
فعندها يكون الطلاق بكل ما يحمله من سلبيات هو اخف الضررين فيقرر الزوجين إنهاء مرحلة التعاسة أملا بان يحقق السعادة كل منهما بعيدا عن الأخر

الخاتمة :
الطلاق شي سيء جدا ويعمل على تدمير العائلة التي يحدث بها الطلاق فلا يوجد عائله تسعى على تدمير حياتها من اجل أن يفترقوا فماذا يحل بلاطفال أيتشردون؟ لا يوجد بهذه الحياة أجمل من تجمع الأهل وأصعب شي هو الطلاق فإذا تطلق الأهالي فليس من المستحيل أن كل منهم يجد له شريك أخر فيصبح الأطفال تائهين بمتاهات الحزن والخوف فالأب لن يهتم بعد خروجه من المنزل وسوف يفكر بان يرجع شبابه ويتز وج وهي عنادا به تتزوج أيضا وتقول بأنها لن تفارقهم حتى لو تزوجت ولكن المراه عندما تتزوج يجب أن تجلس ببيت زوجها طاعة لما يريد وهو اقصد الزوج سوف يطلق ويتزوج مرة أخرى لان من عملها مرة فليس من الصعب أن يفعلها مرة أخرى وأخرى يبقى الأطفال واقفين في منتصف الطريق يرجعون أل الوراء بكل أمور حياتهم ومن الصعب أن يواجه طفل هذه المشكلة ويتقدم بحياته إلا إذا كان يسعى لطلاقهما لكن أخر شي لن يرتاحوا بحياتهم وسوف يفقدون أمهم وأبوهم ومن يقبل باب ثاني وأم ثانيه لطلاق أسباب وأهمها -المشاكل أليوميه التي يواجهها الأطفال وانأ من موقفي هذا وبما رايته مع صديقاتي اللواتي تعرضن لهذه الحالة سبب الخيانة ارجوا من جميع الأهالي المحافظة علينا وترك الأفكار اللعينة التي تدعوهم للطلاق ...........





المراجع :
الإمام العالم أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد بن جزى الكلبى
                                                                                    القوانين الفقهية
الدكتور:علي أبو الخير الواضح في فقه الإمام أحمد
                                                سورة النحل، آية(106)
فقه السنة                                   القوانين الفقهية
الواضح في فقه الإمام أحمد                  كتاب الفروع
بداية المجتهد ونهاية المقتصد       
                               ( من كتاب الطب النفسي والحياة الجزء الثاني للمؤلف 1997)
شمس الدين المقدسي أبي عبدا لله محمد بن مفلح الإمام العلامة كتاب الفروع،
Baker, Therese (1994) Doing Social Research. New YorkMcGraw-Hill Inc.
Creswell, John (1994) Research Design: Qualitative  Quantitative  Approaches. London: Sage Publications.
Dennis, N (1975) "Relationships" in Butterworth and Weir (Eds) the Sociology of Modern Britain. Glasgow: Fontana.
Fletcher, Ronald (1988) The Shaking of the Foundations  Family and Society. London.


الفهرس
الموضوع
الصفحة
العنوان
1
المقدمة
2
نبذة عن الموضوع
3
حكم الطلاق
4
الدراسات السابقة
5
حكم الطلاق الزمني
6
الحدود الدراسية للطلاق
8
مجتمع الدراسة وأدواته
9
العينة البنية للموضوع
11
طبيعة الحياة
19
الخاتمة
21
المراجع
22