حقوق الأنسان





أنا إنسان ... إذا أنا حر
مفهومان في القرآن الكريم يشكلان قاعدة التصور الاسلامي لحرية الانسان ومجمل حقوقه‏او روراته الاساسية الاخرى التي اصبحت محور اهتمام العالم المعاصر بكل تنوعات‏ شعوبه ومذاهبه وثقافاته.
احدهما: مفهوم (استخلاف الانسان في الارض) الذي يشير اليه قوله تعالى: (اني جاعل في‏الارض خليفة) «البقرة: 30» وقوله تعالى: (هو الذي جعلكم خلائف في الارض) «فاطر:39».


والاخر: مفهوم (تكريم الانسان) الذي يشير اليه قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم‏في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) «الاسراء:70».
فالمفهوم الاول (الاستخلاف) يشير الى طبيعة الدور والمهمة التي انيطت بالانسان في‏الكون، فهو يجعله في مركز الخلافة والنيابة عن الخالق جل وعلا في تدبير العالم الدنيوي(الارض) واعماره، والولاية على كل ما يزخر به من خيرات وينتشر فيه من دواب‏ومخلوقات حية اخرى.
وعملية الاستخلاف بهذا المفهوم الواسع تعني فيما تعنيه كما يقول الامام الشهيد محمدباقر الصدر في بحثه (خلافة الانسان وشهادة الانبياء):
اولا: انتماء الجماعة البشرية الى محور واحد، وهو المستخلف، اي اللّه سبحانه وتعالى،وتحريرها من عبودية الاسماء التي تمثل الوان الاستغلال والجهل والطاغوت (ما تعبدون‏من دونه الا اسماء سميتموها)، فحرية الانسان من حيث هذا المعنى لمفهوم الاستخلاف ‏نابعة من انتمائه الى سيد واحد ومالك واحد للكون، وهذا هو التوحيد الخالص الذي يمثله‏الاسلام.
وتعني ثانيا: ان الخلافة استئمان ولهذا عبر عنها القرآن الكريم بالامانة (انا عرضنا الامانة‏على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان‏ظلوما جهولا) «الاحزاب: 72»، والامانة تفترض المسؤولية والاحساس بالواجب اذ بدون‏ادراك الكائن البشري انه مسؤول لا يمكن ان ينهض باعباء الامانة وممارسة دوره في‏الخلافة.
وتعني المسؤولية من ناحية اخرى ان الانسان كائن حر مختار، اذ بدون الحرية والاختيار لامعنى للمسؤولية، ومن اجل ذلك كان بالامكان ان يستنتج من جعل اللّه خليفة على الارض‏انه يجعل الكائن الحر المختار الذي بامكانه ان يصلح في الارض وبامكانه ان يفسد فيهاايضا.
ولعل هذه هي الحقيقة التي اثارت في نفوس الملائكة المخاوف من مصير هذه الخلافة‏وامكانية انحرافها عن الطريق السوي الى الفساد وسفك الدماء (قالوا اتجعل فيها من يفسدفيها ويسفك الدماء) «البقرة: 30»، لان صلاح المسيرة البشرية لما كان مرتبطا بارادة هذاالانسان الخليفة ولم يكن مضمونا بقانون قاهر كما هي الحالة في كل مجالات الطبيعة فمن‏المتوقع ان تجد امكانية الافساد والشر مجالا لها في الممارسة البشرية على اشكالهاالمختلفة.
فحرية الانسان بموجب هذا البعد الثاني لمفهوم الاستخلاف هذا ضرورة لازمة لقيامه‏بوظيفته التي كلف بها وخلق من اجلها.

واما مفهوم الكرامة الانسانية الذي تضمنته آية سورة الاسراء:
(ولقد كرمنا بني آدم... الخ)فهو يشير حسبما فسرت به الاية عند معظم المفسرين الى خاصة الانسان التي ميز اللّهتعالى بها طبيعته وفضله بها على سائر مخلوقاته، وهي العقل الذي يدرك به الخير والشروالنافع والضار والحسن والقبيح.

ويتفرع على خاصة العقل خواص ومواهب اخرى للانسان، في طليعتها: تسلطه على غيره‏من المخلوقات، وقدرته على تسخيرها في سبيل مصالحه ومقاصده. وهذا واحد من وجوه‏تفضيله الكثيرة التي اشارت اليها الاية.

واختصاص الانسان بالعقل يقتضي بدوره ان تكون للانسان ارادة حرة يختار بها ما يدركه ومايميزه من اشياء وافعال، وبذلك كان الانسان اهلا للتكليف ومسؤولا عما يختار ومستحقاللثواب او العقاب في يوم الجزاء.

فالحرية بهذا التاصيل خاصة انسانية لا تنفك عنه ولا ينفك عنها حتى يمكنك ان تقول:
انا انسان اذا انا حر كما يمكنك ان تقول ايضا: انا حر اذا انا مسؤول.
هذا هو منبع التصور الاسلامي لحرية الانسان، فهو تصور ينفذ كما راينا الى الجوهرالكريم للانسان (العقل)، فيرى الحرية لازمة من لوازم طبيعته الثابتة، ولكنه لا يقف عند هذاالحد كما تفعل بعض التصورات والرؤى المادية للانسان التي غاية ما ارتقت اليه في‏تصورها لحريته انها جعلتها حقا من حقوقه الطبيعية لا اكثر، بل ينفذ ايضا الى الهدف الكريم‏الذي خلق اللّه الانسان من اجله والمسؤولية العظمى التي كلفه بها فيرى في الحرية ايضاسبيلا الى تحقيق ذلك الهدف وممارسة تلك المسؤولية.
وبذلك تكون الحرية في التصور الاسلامي. حرية اخلاقية مسؤولة تتحرك في مجالهاالكوني وتاخذ مداها من الفعالية فيه، دون ان تغفل عن الوظيفة الكونية للانسان والم‏آل‏الذي سينقلب اليه في نهاية المطاف، بل تضعهما (الوظيفة والم‏آل) نصب عينيها دائمافترشد حركتها باتجاههما وتتلمس طريقها في ضوئهما.
وهذا ما يميز التصور الاسلامي للحرية عن سائر التصورات المادية التي لا تتجاوز في نظرتهااليها نطاق المادة وعالمها الارضي واهدافها المحدودة.
بحتاج هذا التصور الاسلامي الى بحوث تتبين اسسه وتجلياته وتميزه...، وادراكا منا هذاالتصور لهذه الحاجة، كان هذا العدد الخاص المتضمن محورا خاصا بحقوق الانسان،علاوة‏على المنتدى الذي اجاب فيه علماء اجلاء عن اسئلة طرحناها عليهم في هذا الصدد.


تعريف

يمكن تعريف حقوق الانسان بصفة عامة، على انها تلك الحقوق الاصلية في طبيعتها، والتي بدونها لا نستطيع العيش كبشر.
أن حقوق الانسان وحرياته الاساسيه تمكننا نم ان نطور ونستعمل على نحو كامل خصالنا الانسانية وقدراتنا العقلية ومواهبنا وضمائرنا ، وان نفي بإحتياجاتنا الروحية وغيرها، وتقوم هذه الحقوق على اساس مطلب البشرية المتزايد بحياة تتمتع فيها الكرامة والقيمة الأصلية في كل أنسان بالاحترام والحماية.
ومن الثابت ان حقوق الانسان تولد مع الانسان نفسه واستقلالاً عن الدولة، بل وقبل نشئتها، لذلك تتميز هذه الحقوق بإنها كقاعدة عامة واحدة في اي مكان من المعمورة، فهي ليست وليدة نظام قانوني معين، انما هي تتميز بوحدتها وتشابهها، بإعتبارها ذات الحقوق التي يجب الاعتراف بها واحترامها وحمايتها، لانها جوهر ولب كرامة الانسان التي أكدها قوله تعالى (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) وإن كان ثمة تمييز أو تغاير فإن ذلك يرجع لكل مجتمع وتقاليده وعاداته ومعتقداته.




حقوق الإنسان أولويات مقدسة
لم يكن اهتمام مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية بحقوق الانسان ترفاً أو تزيداً بل التزام ومسؤولية ورسالة تهدف إلى الدفاع عن حقوق الانسان وإعمال آليات حمايتها وتطبيقها ومن هنا فإن المؤسسة تُعلن بشكل صريح ومباشر بأنها سوف لن تتساهل تجاه أي تجاوز يرصد أو خرق يثبت لديها يتعلق بامتهان أي إنسان أو تعذيبه أو إساءة معاملته من قبل أي جهة أو فرد وضد أي مواطن ليبي أو أجنبي باعتبار أن حقوق الانسان لا تعرف التمييز بسبب الجنسية أو الجنس أو الدين أو العرق وسوف تتخذ المؤسسة كل السبل المتاحة أمامها ابتداءً من اللجوء إلى القضاء ومتابعة الإجراءات بشكل مستمر إلى وسائل الفضح و التنديد بهذه الممارسات عبر أدبياتها وتقاريرها ومنشوراتها و موقعها على الشبكة الدولية وهي تهيب بكافة من يتعرضون لأي ممارسات لا إنسانية مهينة أو تهضم حقوقهم أو يتم الاعتداء على كرامتهم ألا يترددوا في الاتصال بنا وتقديم شكواهم ونؤكد بأن تعاونهم معنا سوف يدعم مسيرتنا ويعزز مسارنا ويساعدنا في الدفاع عن حقوق الانسان وضمان الحماية القانونية والقضائية لهذه الحقوق وذلك بتقديم الشكاوى المدعمة بالأدلة الصحيحة والمستندات المثبتة ونحن نُعاهد الجميع ببذل كل ما نستطيع لأجل الدعم والحماية والتأسيس لحقوق الانسان وحرياته الأساسية.



حقوق الإنسان في الإسلام من التأصيل إلى التقنين

 انتشار الوعي الحقوقي في العالم تعد قضية حقوق الإنسان من أهم القضايا التي احتلت الصدارة والاهتمام العالمي‏والمحلي. وذلك مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت الحاجة للسلم‏العالمي، وضرورة خلق توازن دولي، إضافة إلى سعي عدد من الشعوب لتحقيق
استقلالها،وشروعها في بناء الدولة الوطنية، هذه الدولة التي واجهتها عدة مشاكل وعقبات مهمة، كان‏على راسها الاختيارات السياسية والاقتصادية والايديولوجية التي تبين ان لها علاقة مباشرة‏بموضوع حقوق الانسان.

هذه الاختيارات كان لها وقع مزدوج داخل العالم الاسلامي، فهي الى جانب اسهامها في‏احداث تغييرات جذرية في جميع البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية‏التقليدية، احدثت تطورا ملموسا في مجال الحقوق الانسانية. الا انها، في المقابل، فجرت‏مجموعة من الاشكاليات التي عولجت، وتمت مناقشتها بشكل واسع تحت عناوين‏مختلفة مثل: الاصالة والمعاصرة، الخصوصية والعالمية، الهوية والغزو الثقافي، وغيرها من‏العناوين التي تدل على فداحة التحديات التي تعرض لها العالم الاسلامي، بعدما فقدالسيطرة على حدوده السياسية والثقافية بالخصوص.
منتديات ديوانية الخليج...المنتديات التعليمية  http://www.s0s0.net/vb
لقد وضع الاسلام في قفص الاتهام، مباشرة بعد الهزائم الحضارية التي توالت على العالم‏الاسلامي، واعتبر المسؤول الاول عن تخلف المسلمين. وطالبت فئات داخل العالم‏الاسلامي، منبهرة بالحضارة الغربية، بابعاد الاسلام عن جميع مناحي الحياة، لانه يشكل،من منظورها، عائقا امام التطور المطلوب. وقد وجدت هذه المطالبات من يدعمها على‏المستوى الفكري والايديولوجي، اذ نجد ان مجموعة كبيرة من الكتابات التي انجزت‏داخل مراكز البحث في الجامعات الغربية وخارجها، انصبت في اثارة الشبهات وتفجيرالقضايا الفكرية الحساسة، للتدليل على ان الاسلام يعد من اهم الاسباب في تخلف الامة‏الاسلامية. وان عددا من تشريعاته ونظمه القانونية التقليدية المتوارثة، تسهم بشكل واضح‏في تكريس هذا التخلف عن ركب الحضارة.
كانت ردود الفعل مختلفة ومتعددة، بعد تحقيق التحرر السياسي وانطلاق عملية تجديدشاملة لجميع البنى، مواكبة في احد جوانبها المهمة، عملية الدفاع عن الاسلام ونظمه‏التشريعية في مجالات الاقتصاد والسياسية والاجتماع، وتبرئته من الخلل الذي اصاب‏العقل المسلم الذي توقف عن
الفعل الحضاري.
ومع التطور الذي عرفه مجال حقوق الانسان، على المستوى العالمي، خلال العقودالخمسة الماضية، اضيف الى التحديات السابقة تحد جديد، جعل الفكر الاسلامي الذي‏انشغل طويلا بالدفاع عن النظم الاسلامية، يتوجه بسرعة نحو الاسهام بمعالجة قضاياحقوق الانسان، لابراز اسهام الاسلام في هذا المجال كذلك.
وصولا الى تاكيد تفوق‏التشريع الحقوقي الاسلامي، وموافقة هذا التشريع ورؤاه الفكرية لحقوق الانسان الشاملة.
لذلك فقد عرفت السنوات العشرون الاخيرة حركة نشطة في مجال التاليف الاسلامي في‏محاولة لتاصيل الحقوق الانسانية.
والكشف عن اسهام الاسلام في هذا المجال الذي حظ‏ي‏باهتمام كبير في الاونة الاخيرة.
وجاءت سرعة الاستجابة، من طرف الفكر الاسلامي، رد فعل مباشرا للتحدي الذي طرحته‏المواثيق والاعلانات العالمية من جهة، وتصاعد وتيرة الاهتمام بحقوق الانسان في العالم‏من جهة اخرى.
اهم التطورات العالمية في مجال حقوق الانسان الاهتمام بمجال حقوق الانسان ليس وليد الاونة التي تلت الحرب العالمية الثانية، كما لايمكن ان نرجعه الى ((حقبة زمنية معينة او مترتبة عن ايديولوجية واحدة، ومحددة، وانماهي «الحقوق‏» نتاج تراكمات تاريخية متتالية ومتعاقبة))، وما خلفته العقائد الدينية من‏مبادى تبجل الانسان وتعلي من قيمته وتنبذ العسف والظلم)).
الا ان الاهتمام الغربي المعاصر، بهذا المجال، على مستوى التنظير والممارسة، وصولا الى‏تقنينه في مواثيق واعلانات عالمية، جعل هذا الاهتمام ياخذ بعدا عالميا لم يسبق له مثيل‏من قبل، وكان من نتائجه المهمة، الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي صدر عن منظمة‏الامم المتحدة سنة 1948م.








حقوق الإنسان بين مدع ينتهكها وحام يحميها

 عندما تدافع دول، مثل اميركا، عن حقوق الانسان، فان هذا الدفاع امر مضحك مبك‏للشعوب وكافة المظلومين في العالم.
فهو مضحك لان هذا الدفاع يصدر عن منتهكي هذه‏الحقوق انفسهم.. الذين تتلطخ ايديهم اليوم بدماء الشعب الفلسطيني، ناهيك عما ارتكبوه‏خلال السنوات الماضية، في الشرق والغرب، في افريقيا وآسيا، واماكن اخرى، من قتل‏للشعوب واستهتار بحقوق الانسان.
ان الكيان الصهيوني يمارس، اليوم، وبدعم من اميركا وحلفائها، اشد الضغوط وافظع‏الجرائم بحق الشعب‏ الفلسطيني. ومع ذلك يتحدث هذا الكيان عن حقوق الانسان... الايدعو هذا الامر للسخرية؟
هذا الدفاع مبك ايضا. فهل يواجه البشر مصيبة افظع من ان يتلاعب هؤلاء السياسيون‏بالمفاهيم والقيم الانسانية؟ يتهمون ايران الاسلامية بانتهاك حقوق الانسان، في حين ان‏الاسلام هو اكبر حام لحقوق الانسان.

نحن، كشعب، لماذا ندافع عن الشعب الفلسطيني؟ نحن، كثورة، لماذا ندافع عن الشعوب‏المظلومة؟ ما الذي يربطنا بشعب جنوب افريقيا؟ لماذا ندافع عن المظلومين في مناطق‏العالم المختلفة، الذين لا يجراون على الالتزام بالمظاهر الاسلامية كونهم يرزحون تحت‏سيطرة حكومات خبيثة تدعي الديمقراطية وتمارس الفاشية؟ ارايتم كيف منعوا الفتاة‏المسلمة في فرنسا من ارتداء الحجاب؟ ارايتم كيف يضرب رجال الشرطة الاميركيون‏المسلمين في احد المطارات الاميركية، بسبب قيامهم باداء الصلاة في المطار؟ لماذانتحرك بدافع الواجب كلما سمعنا استغاثة مظلوم؟ اليس ذلك من اجل مساعدته ما امكن،او على الاقل ايصال صرخة؟ كل هذا استنادا الى الامر الاسلامي القائم على اساس حماية‏حقوق الانسان.
انتم، يا سادة الظلم والاستكبار، تنتهكون حقوق الانسان، انتم الذين جعلتم منظمة الامم‏المتحدة ولجنة حقوق الانسان والمفاهيم الانسانية، لعبة بايديكم، واداة لتحقيق اهدافكم.
ان موضوع حقوق الانسان كان، ولا يزال، يحتل من الاهمية مكانة تجعلنا مستعدين لدخول‏المواجهة مع جميع القوى الاستكبارية العالمية. لقد حكم في ايران، وطوال سنين عديدة،اذناب اميركا وباقي الدول الاستكبارية، فقتلوا من ابناء شعبنا المئات، بل الالاف، في‏الشوارع.

والان، وفي اماكن اخرى، يحدث الامر نفسه على يد اذناب اميركا.. سجونهم مليئة‏بالمظلومين، لكن المحافل الدولية لا تسمع صوتا يرتفع ضد هؤلاء.
لو كنتم مناصرين لحقوق الانسان فلماذا لا تعترضون على سياسات الانظمة الرجعية‏الظالمة التي لم تشم رائحة الديمقراطية يوما؟ لماذا توجهون سهامكم الى ايران فقط، وهي‏احد مظاهر الحرية والمشاركة الشعبية، عندنا انتخابات حرة ومتتالية، والشعب يدلي برايه‏ويشارك في كافة المجالات؟
اتعترضون على كل هذا؟ انتم لا تناصرون حقوق الانسان.. انتم تؤيدون كل ما هو ضد الدين، وتتوخون فرض‏ هيمنتكم على الدول والشعوب. انتم غاضبون لقطع ايديكم عن بلد غني وكبير مثل ايران،غاضبون لانكم تواجهون التحدي والتهديد في العديد من الدول.
ان قضية حقوق الانسان هي ذريعة بيد القوى الاستكبارية.

 فهل تعلمون معنى الانسان‏وحقوقه؟
الكثيرون يدعون الدفاع عن حقوق الانسان، لكن ادعاءاتهم ليست صادقة ولا واقعية. فان‏الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان، اليوم، هي الاكثر اهانة للبشر. والانظمة التي‏ترفع عقيرتها بالدفاع عن حرية الراي والفكر هي التي ترعى اعتى الانظمة الاستبدادية في‏العالم.
ما هي الدول التي كانت تدعم الاستبداد البهلوي في ايران على مدى عقود طويلة؟ الم تكن‏اميركا وبريطانيا تفعلان ذلك؟

وكانت هاتان الدولتان حينذاك تدعيان الدفاع عن حقوق‏الانسان وحرية الراي.
واليوم، من الذي يدعم الكيان الصهيوني الغاصب، والعديد من الانظمة الاستبدادية في‏آسيا وافريقيا؟ من الذي يغط‏ي جرائم اسرائيل التي تحتل جنوب لبنان وتنتهك حقوق‏اهله، وتقصف تجمعات الاطفال في افظع ممارسات اجرامية عرفتها البشرية؟ من البديهي‏انه لولا دعم اميركا لاسرائيل، لما كان بامكان هذه الدولة ان تبقى. والحقيقة، ان اميركا هنا هي التي تقصف جنوب لبنان وتعتدي عليه.

يا لها من وقاحة عندما تدعي دول، مثل اميركا وانكلترا والدول المماثلة لها، الدفاع عن‏حقوق الانسان واحترام حرياته! والجميع يعرف ان هذه الادعاءات فارغة.
ان احترام الانسان بحق، لا يمكن ان يتحقق الا في ظل الاسلام.

لا يكفي ان يدعي اي طرف انه يحمي حقوق الانسان. ان رفع راية حقوق الانسان، من قبل‏زعماء اميركا، هو دائما مجرد دكان للمتاجرة، فهؤلاء لا يعترفون للبشر باي حقوق. هؤلاءيرون كيف يمارس الكيان الصهيوني القتل والتعذيب ومصادرة حقوق الفلسطينيين، من‏دون ان يدينوا هذه الممارسات ولو بالكلام فقط. اليس الفلسطينيون بشرا؟ الا يشمل‏موضوع حقوق الانسان الفلسطينيين ايضا؟! من المناطق الاستراتيجية في العالم، جنوب افريقيا التي تمتلك على مر العصور اهمية‏استراتيجية على الصعيد السياسي والاقتصادي، وقد توافد على هذا البلد البيض، وسيطرواعلى الحكم فيه، مستغلين غفلة السكان المحليين وجهلهم. سيطر البيض على الثروات من‏ذهب وماس وغيرهما، وتركوا السود اهل البلاد يعيشون حياة قاسية. وفي الوقت نفسه،فان اميركا وانكلترا والعديد من الدول الغربية، المنادية بحقوق الانسان، لم تقم باي تحرك‏جدي ضد نظام جنوب افريقيا العنصري. لقد رايت بام عيني نموذجا مشابها لجنوب‏افريقيا، في احدى الدول المجاورة لها. رايت كيف ان الحكام البيض يضطهدون السكان‏السود الاصليين، لا لشي‏ء الا لانهم سود فقط. رايت كيف انهم كانوا يهينون السكان‏ويضايقونهم ويعذبونهم، لكن هؤلاء استطاعوا في النهاية نيل استقلالهم وطرد البيض‏الغاصبين.

هل هذه هي حقوق الانسان؟ وهل رايتم على شاشات التلفاز كيف قامت الشرطة من البيض‏في جنوب افريقيا بضرب السكان السود؟ ان اميركا والعديد من القوى الكبرى لا تعترف بان‏للانسان حقوقا. انهم يكذبون في ادعاءاتهم، فهم يطرحون قضية حقوق الانسان لخداع‏الاخرين او للضغط عليهم، ويستخدمونها اداة للضغط على اي نظام، من خلال اثارة الراي‏العام ضده، واتهامه بانتهاك حقوق الانسان، فيما يطرحون انفسهم كحماة لحقوق الانسان‏في العالم. واذا ما اقتضت مصالحهم التدخل العسكري وقلب نظام حكم ما فانهم لايتورعون عن القيام بذلك، بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان.

نحن لا نملك ادنى ثقة بادعاءات الدفاع عن حقوق الانسان التي تصدر عن بعض الدول‏والمنظمات المرتبطة بالدول الكبرى، وننظر الى هذه الادعاءات على انها مجرد خديعة‏وكذبة كبريين. نحن نعتقد ان الارهاب ينمو في احضان النظام الاميركي والعديد من الانظمة‏الغربية وقوى الهيمنة الدولية.

باي حق يتعرض الشعب الذي لا يرتبط باي من القوى العالمية، ويدافع عن حدوده‏واستقلاله، ويريد ان يخط مصيره بيده، الى اجرام مجموعة تخريبية تقوم باغتيال رموزه‏وعلمائه، ثم تحظ‏ى هذه المجموعة بدعم الدول الغربية التي تتعامل معها، وبكل صلافة‏ووقاحة، كمنظمة عادية، وتوفر لها التسهيلات على كافة الصعد؟!

ان المحافل الدولية، مثل البرلمان الاوروبي، وباقي الاطراف التي تتولى تمويل هذه‏المجموعة، انما تدين نفسها امام التاريخ، وامام جميع المنصفين والواعين، وان ما فعلته‏سيبقى وصمة عار على جبينها، وستبقى دماء الشهداء الذين سقطوا في انفجار مقر الحزب‏الجمهوري الاسلامي، وصمة عار تلاحق الجناة والقتلة من المجموعات العميلة، والاطراف‏الداعمة لها.

ان الاغتيالات العديدة التي حدثت في عهد الثورة، كشفت للشعب الايراني وللعالم باسره‏الوجه الحقيقي للاعداء. من كان يتصور ان المنافقين وباقي المجموعات الارهابية، على‏هذه الدرجة من القسوة والوحشية والحقد الخبث؟ هل كان احد يتصور مدى قباحة الوجه‏النفاقي لهؤلاء الذين ينتشرون باسم اللّه تعالى وباسم الشعب، ثم يرتكبون كل هذه الجرائم‏بحق اللّه وشعبه؟!

لقد أتضح أن ادعياء حقوق الانسان والمنظمات العاملة تحت هذا الاسم، والتي تنفق‏الاموال الطائلة تحت هذه الذريعة، انما تسعى الى اهداف اخرى، وانها تتستر بهذه العناوين‏البراقة، لتنفيذ اهدافها الدنيئة.







هل يجب انتهاك حقوق الإنسان لنمارس الإسلام الصحيح ؟

مسائل ينبغي حسمها
لابد من حسم مسائل اساسية افسدت الصحوة نظريا وعمليا لكونها حولتها إلى مجرد استئناف للحرب الاهلية بمنظور الفرق والكلام الوسيطين ويسرت التقليل من شانها ووصمها بالتخلف والرجعية : سلطان الفقهاء ، الشورى ، سلطة الامة التشريعية ، الديمقراطية ، والتشريع الوضعي المقدس . فاما سلطان الفقهاء فقد انقسم في الحضارة الاسلامية إلى سلطانين احدهما اهتم بفقه الظاهر او الفقه بمعناه التقليدي . وكلاهما تحول إلى سلطان روحي متنكر ، لكونهما تجاوزا دورهما القضائي والخلقي في استعمال الموجود من التشريع التي استحوذ عليها السلاطين بعد ان حصرت مهمة الخليفة في السلطان الرمزي ، في حين ان الاسلام بقتضي الا ينوب الامة في مهمة الاجتهاد التشريعي احد لكونه من واجبات الاعيان بمقتضى الاستخلاف وقبول الامانة والتكليف ولكلها شخصية باطلاق ، اما مباشرة حيث يقوم كل فرد بفعل التشريف او بصورة غير مباشرة حيث ينتخب كل فرد من ينوب عن الامة في فعل التشريع .

حدود سلطة الفقهاء
فليس من مهام الفقيه ان يضع التشريعات بل عليه بصفته الفقهية ان يقتصر على استعمال الموجود منها للحكم به في النوازل (القضاء والافتاء ) او للحكم في الحكم في النوازل (قضاء القضاء وافتاء الافتاء ) او في النظير الفقهي تاصيلا للفقه او للافتاء . لكن التشريع في ما ليس فيه نص مادي (يتعلق بموضوعات بعينها وهي قليلة لكون النصوص اغلبها صورية تتعلق بشروط التشريعات لا بمضموناتها ) منوط بالمكلف بما هو مكلف أي بالمستخلف الذي من فروضه العينية ان يجتهد للتشريع مباشرة او بانتخاب من ينوبه في هذه المهمة . ومبدأ الاجتهاد الاجماعي المبرأ من الخطأ والمنسوب إلى الامة وحدها يتدرج من سلطة الفهم والتاويل الموجود من النصوص إلى سلطة الوضع والنسخ للتشريعات التي تقتضيها الحاجة . وعدم تناهي هذه الحاجة مع تناهي النصوص يقتضي ضرورة ان توجد سلطة تشريعية تنتخبها الامة لتشرع ماديا في كل ما سكت عنه انص او في ما يحتمل التاويل من النصوص ، بل وحتى في تعطيل بعض النصوص عندما يؤدي الاجتهاد الاجماعي إلى ضرورة ذلك ، بحسب تفاضل المقاصد الشرعية ، تفاضلها الذي حدده الشرع نفسه . ولا يكون للفقهاء المحترفين في هذا المجال الا دور الاستشارة الفنية كما هو الشان في القانون الوضعي حيث يكون خبراء القانون مجرد مستشارين للسلطة التشريعية وليسوا هم المشرعون .

الشورى ليست الديمقراطية
وهذه الاستشارة الفنية غير الشورى التي يتحدث عنها القران الكريم والتي هي بدورها غير الديمقراطية التي تنتخب من يتولى الامر السياسي بجميع ابعاده التشريعية والتنفيذية . فالشورى التي كلف الله بها الرسول تتعلق بكيفيات تنفيذ التشريعات الالهية ولا دخل لها في التشريع (اذ مبلغ الشرع الالهي قائم والوحي لم يتوقف بعد ) او في تعيين من يشرع او ينفذ (لكون الامرين محسوسين في حياة النبي ) . لذلك فهي مقصورة على ممارسة النبي للشريعة ، وفي ما عدا ذلك فان الشورى لا يمكن لها أمن تتجاوز الاستشارة الفنية الا اذا تحولت إلى سلطة غاضبة . لا بد اذن من ان توجد آلية لايجاد سلطة تشرع وتنفذ التشريعات عامة . وتلك هي آلية الاختيار التي قابل بها الغزالي الوصية الامامية في فضائح الباطنية واعتبرها ابن خلدون وكل الاشاعرة الحل الديني الاسلم بالمقابل مع الحل المستند إلى الوصية والتعيين . وهذه السلطة المختارة التي اغنى عنها الفقهاء الذين اصبحوا سلطة تبرير لتحكم السلاطين بغطاء رمزي يعطيه الخليفة المعطل هي التي تحدد كيفيات تنفيذ النصوص الموجودة والياته وتضع القوانين التي ليس فيها نصوص او التي تكمل النصوص او التي تعطل النصوص تعطيلا مؤقتا تقتضيه المصلحة التي يعتبرها الدين متقدمة على موضوعات النصوص او تعطيلا كليا لزوال الحاجة اليها.