علم النفس التنموي أو التطويري







المقدمة :ــ

علم النفس التنموي أو التطويري (Developmental psychology) هو دراسة لتطور ونمو الإنسان خلال مراحل النمو المختلفة من الطفولة إلى سن المراهقة والشيخوخة، ويعرف أيضا بعلم نفس النمو. يهتم هذا العلم بدراسة مراحل النمو المختلفة ما قبل الميلاد وبعده والتي يمر بها الفرد في حياته وخصائص كل مرحلة جسميا وانفعاليا. من فروع هذا العلم:



































تعريف علم نفس النمو :
علم نفس النمو هو فرع علم النفس الذي يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ على السلوك الأنساني من المهد – بل وقبلة – إلى اللحد .
وهذه التغيرات شاملة بمعنى إنها تحدث للكائن في كل الجوانب , وأن كانت لا تحدث بسرعة واحدة أو بمعدل واحد في كل جانب من جوانب شخصية الفرد.
التغيرات التي تطرأ على السلوك الإنساني:
1-  التغير في الحجم أو في الكم :
ويعنى أن التغير يشمل حجم الأعضاء أو كم الوحدات , ففي الجانب الجسمي نجد أن حجم الجسم ككل يزيد ويكبر , كما أن حجم كل عضو على حدة يزيد أيضا , ينطبق هذا على الأعضاء الخارجية , كما ينطبق على الأعضاء الداخلية كالقلب والمعدة والبنكرياس. كذلك يظهر هذا النوع من التغير في زيادة عدد الوحدات في بعض الجوانب مثل عدد الخطوات التي يستطيع الوليد أن يمشيها قبل أن يقع على الأرض عند تعلمه المشي, وعدد الكلمات الصحيحة التي ينطقها عند تعلمه الكلام.
2- التغير في النسب :
لا يقتصر التغير في النمو على الحجم أو كم الوحدات وإنما يشمل أيضا النسبة التي يحدث بها التغير , فالتغير لا يحدث بنسبة واحدة في كل الأعضاء , بل يحدث تغير في النسب بمعنى أن أجزاء في الجسم مثلا تنمو بنسبة أكبر مما تنمو أجزاء أخرى , فالنسب الموجودة بين أعضاء جسم الطفل عند الميلاد لا تبقى كما هي مع النمو , فالطفل يولد ورأسه تقارب ربع طول جسمه , ولكنها عند الرشد لا تزيد عن الثمن.
2- التغير من العام إلى الخاص:
التغيرات تسير أحيانا من العام إلى الخاص ومن المجمل إلى المفصل . كما تسير في الاتجاه المضاد أحيانا أخرى , فالتغيرات تتجه من العام إلى الخاص عندما يستجيب الكائن الحي للمواقف استجابة عامة بكليته , ثم تبدأ أعضاء معينة أو وظائف خاصة في العمل , فالطفل يحاول أن يميل بجسمه كله ليلتقط شيئا أمامه ثم يتعلم بعد ذلك كيف يحرك يديه فقط , ويكون مشى الطفل في البداية حركة غير منتظمة لكل أجزاء جسمه وبعدها يأخذ شكلا متسقا لحركة اليدين والرجلين . والنمو لا يتجه من العام إلى الخاص فقط بل أن هناك حركة عكسية في الاتجاه المضاد تشملها عملية النمو . وهى تكوين وحدات اكبر أو سلوك أعم من الاستجابات الجزئية النوعية أو المتخصصة , ويحدث ذلك عند تعميم استجابة الخوف من مثيرات معينة إلى كل المثيرات التي ترتبط بالمثيرات الأصلية .
4- التغير كاختفاء خصائص قديمة وظهور خصائص جديدة :
التغير في النمو لا يقتصر على التغير في الحجم أو في النسبة ولكنة يشمل أيضا اختفاء خصائص قديمة وظهور خصائص جديدة , ويحدث هذا عندما ينتقل الطفل من مرحلة من مراحل النمو إلى المرحلة التي تليها , وتكون هذه الخاصية القديمة من خصائص المرحلة إلى انتقل منها الطفل , ولذا تميل إلى التناقص حتى تختفي , بينما تبدأ الخصائص الجديدة والتي تنتمي إلى المرحلة الجديدة التي انتقل إليها وتأخذ في الظهور. مثال ذلك , ما يحدث عند انتقال الطفل من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة المراهقة , ويبدو ذلك في ضمور الغدتين التيموسية والصنوبرية , في أواخر مرحلة الطفولة المتأخرة , وفى الوقت نفسه تبدأ الخصائص الجديدة في الظهور ممثلة في نضج الغدد الجنسية وبدئها للإفراز. ويعتبر بداية إفراز الغدد الجنسية , وهو ظاهرة البلوغ الجنسي , بداية مرحلة المراهقة .
موضوع علم نفس النمو:
النمو الإنساني ارض مشتركة لعدد من العلوم الإنسانية الاجتماعية والبيولوجية الفيزيائية, وتشمل علم النفس وعلم الاجتماع والانثروبولوجية وعلم الأجنة وعلم الوراثة وعلم الطب , إلا أن علم النفس يقف بين هذه العلوم بتميزه الواضح في تناول هذه الظاهرة وأنشأ فرعا منة يختص بدراستها هو علم نفس النمو.
ولقد ظهر هذا العلم في أواخر القرن التاسع عشر , وكان تركيزه على فترات عمرية خاصة وظل على هذا النحو لعقود طويلة متتابعة وكانت الاهتمامات المبكرة مقتصرة على أطفال المدارس , ثم أمتد الاهتمام إلى سنوات ما قبل المدرسة , وبعد ذلك إلى سن المهد ( الوليد والرضيع ) , فإلى مرحلة الجنين ( مرحلة ما قبل الولادة).
وبعد الحرب العالمية الأولى بقليل بدأت البحوث حول المراهقة في الظهور والذيوع , وخلال فترة ما بين الحربين ظهرت بعض الدراسات حول الرشد المبكر , إلا أنها لم تتناول النمو في هذه المرحلة بالمعنى المعتاد , بل ركزت على قضايا معينة مثل ذكاء الراشدين وسمات شخصياتهم .


الولادة المبكرة سبب في مشكلات النو لدى الأطفال :

الدراسات الحديثة اظهرت انهم اكثر عرضة للعودة الي المستشفى نتيجة مشكلات في التنفس او عدم انتظام السكر في الدم او درجة حرارة الجسم. وتوصلت دراسة اجريت على 153 الف طفل ولدوا في فلوريدا منتصف التسعينات من القرن الماضي انه بوصولهم الي سن المدرسة تشيع مشكلات متعلقة بالنمو بصورة اكبر بين الذين ولدوا قبل اسابيع قليلة عن اقرانهم الذين ولدوا لحمل طبيعي.
وبشكل عام ظهرت مشكلات النمو عند اقل من واحد بين كل سبعة اطفال ولدوا قبل موعدهم بفترة قصيرة. ولكن هؤلاء الاطفال يزيد لديهم احتمال التأخر في النمو او الاعاقة بنسبة 36 بالمئة واحتمال الابعاد عن رياض الاطفال بسبب سوء السلوك بنسبة 19 بالمئة مقارنة مع الاطفال الذين ولدوا بعد اكتمال شهور الحمل.
وكتب الدكتور ستيفن مورسي من جامعة فلوريدا وزملاؤه في دورية طب الاطفال "النمو على المدى الطويل لهؤلاء الاطفال لم يكن مبعث قلق من قبل".واضاف "نتائج هذه الدراسة ايا كانت تشير الي التزايد الملحوظ لخطر تأخر النمو والمشكلات المتعلقة بالمدرسة حتى سن خمس سنين مقارنة مع الاطفال الذين ولدوا بعد حمل مكتمل".
وشهدت الفترة من 1990 و2005 زيادة بنسبة 25 بالمئة في الاطفال الامريكيين الذين يولدون مبكرا اي بعد حمل استمر بين 34 و36 اسبوعا لتصل الي 360 الفا سنويا. واستقر معدل الولادة المبكرة قبل 34 اسبوعا من الحمل. وتعتبر فترة الحمل الكاملة بين 37 و42 اسبوع حمل. وتحدث الولادة المبكرة لاسباب طبية لذلك لا يمكن تأجيلها بشكل عام. رويترز


مشكلات  النمو عند الأطفال:

إن مشكلات النمو والإعاقة عند الأطفال وخاصة الإعاقة العقلية هي مشكلات مزمنة تستمر مدى الحياة ولها تكلفة مالية واجتماعية كبيرة، إن المعلومات عن مدى انتشارها والعوامل المصاحبة لها يمكن أن ترشدنا للأولويات والأسس الواجب اتباعها عند التخطيط لمواجهتها، وحسب علمنا فإن مثل هذه الدراسة لم تجر من قبل لا في دولة الإمارات العربية المتحدة ولا في منطقة الشرق الأوسط.


إن حالات الأطفال من الذين يعانون تأخراً في النمو أو تأخراً في الكلام المكتشفة في هذه الدراسة لم تكن مشخصة من قبل، مما يعني غياب التدخل المبكر لعلاج هذه المشكلات. إن هذه الدراسة تعتبر أولى الدراسات المسحية لمشكلات النمو والتطور عند الأطفال، مما قد يؤسس لتطوير الخدمات العلاجية المناسبة لمثل هذه المشكلات، وتشير الدراسة إلى الحاجة لتطوير نظام شامل لاكتشاف ومعالجة مشكلات النمو والتطور عند الأطفال.


يعد سلوك الطفل مشكلة تستدعي علاجا سلوكيا عندما تلاحظ التالي :
تكرار المشكلة :لابد أن يتكرر هذا السلوك الذي تعتقد انه غير طبيعي اكثر من مره فظهور سلوك شاذ مره أو مرتين أو ثلاث لا يدل على وجود مشكلة عند الطفل لماذا ؟؟ لأنه قد يكون سلوكا عارضا يختفي تلقائيا أو بجهد من الطفل أو والديه
إعاقة هذا السلوك لنمو الطفل الجسمي والنفسي والاجتماعي :عندما يكون هذا السلوك مؤثرا على سير نمو الطفل ويؤدي إلى اختلاف سلوكه ومشاعره عن سلوك ومشاعر من هم في سنه.
أن تعمل المشكلة على الحد من كفاءة الطفل في التحصيل الدراسي وفي اكتساب الخبرات وتعوقه هذه المشكلة عن التعليم .
عندما تسبب هذه المشكلة في إعاقة الطفل عن الاستمتاع بالحياة مع نفسه ومع الآخرين وتؤدي لشعوره بالكآبة وضعف قدرته على تكوين علاقات جيدة مع والديه واخوته وأصدقاءه ومدرسيه.
أهمية علاج مشكلات الطفولة :
نظرا لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلا وبما أن لها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية أهمية دراسة مشكلات الطفل وعلاجها في سن مبكرة قبل أن تستفحل وتؤدي لانحرافات نفسية وضعف في الصحة النفسية في مراحل العمر التالية وقد تبين من دراسة الباحثين في الشخصية وعلم نفس النمو أن توافق الإنسان في المراهقة والرشد مرتبط إلى حد كبير بتوافقه في الطفولة فمعظم المراهقين والراشدين المتوافقين مع أنفسهم ومجتمعهم توافقا حسنا كانوا سعداء في طفولتهم قليلي المشاكل في صغرهم ، بينما كان معظم المراهقين والراشدين سيئي التوافق ، تعساء في طفولتهم ، كثيري المشاكل في صغرهم
كما أن نتائج الدراسات في مجالات علم النفس المرضي وعلم النفس الشواذ أوضحت دور مشكلات الطفولة في نشأة الاضطرابات النفسية والعقلية والانحرافات السلوكية في مراحل المراهقة والرشد. ومن أهم هذه المشكلات مشكلة الخجل.
الطفل الخجول عادة ما يتحاشى الآخرين ولا يميل للمشاركة في المواقف الاجتماعية ويبتعد عنها يكون خائف ضعيف الثقة بنفسه وبالآخرين متردد ويكون صوته منخفض وعندما يتحدث إليه شخص غريب يحمر وجهه وقد يلزم الصمت ولا يجيب ويخفي نفسه عند مواجهة الغرباء، ويبدأ الخجل عند الأطفال في الفئة العمرية 2ـ3 سنوات ويستمر عند بعض الأطفال حتى سن المدرسة وقد يختفي أو يستمر


مشكلات  النمو عند المراهقين :

تعتبر فترة المراهقة من الفترات المعقدة و جهلها و جهل تحولاتها يسبب الكثير من المشاكل لدى العائلات والمراهقين أنفسهم. و في هذه المقاربة سنحاول تناول أبرز مشكلات النمو  التي تطرأ على الشاب أو الشابة في مرحلة المراهقة  و الموجهات الأساسية في معالجتها .
 
مفهوم المراهقة

"
ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد ".
أما المراهقة في علم النفس فتعني: "الاقتراب من أو التدرج إلى النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس النضج نفسه.
 
و هناك مفهوم آخر يستخدم في أحيان كثيرة مرادفا لمفهوم المراهقة و هو مفهوم البلوغ و الذي يعني
 "
بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها".
 
مراحل المراهقة:

والمدة الزمنية التي تسمى "مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:

1- مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2- مرحلة المراهقة الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
تحديد الهوية في مرحلة المراهقة  :
إن إدراك الذات و الهوية مفهومان  مركزيان لنمونا الشخصي . و في مرحلة المراهقة تعد تحديد الهوية من أهم المراحل و وصف (جيمس مارسيا) أربعة بدائل يمكن إن تحدث للمراهق و هو يحاول اختيار هويته :
1-   تحقيق الهوية: بروز بعض الاختيارات بخصوص الهويات الممكنة و اختيار الصورة التي يريدها المراهق أن يكون عليها .
و يرى (مارسيا) أن معيار تحقق نضج الهوية يعتمد على متغيرين هما :
·      
متغير الأزمة و الاستكشاف
·      
متغير الالتزام

2-    ارتهان الهوية:يلتزم المراهقون بالقيم و الأهداف الحياتية و الهويات التي اختارها لهم عادة الآباء .
3-    انفلاش الهوية :يعمل المراهقون على استكشاف الهويات المختلفة و القيم و لكن دون الوصول إلى نتائج نهائية .
.    تأجيل الهوية:تعلق الاختيارات لأنهم يجتازون مرحلة استكشاف الهوية، القيم و الجماعات الاجتماعية.
التغيرات التي تطرأ على المراهق :

إن أبرز التغيرات في النمو الجسمي و النفسي في مرحلة المراهقة هي:
1-  التغير الدراماتيكي في الحجم و الشكل .
2-  البلوغ حيث يصير معه الطفل ناضجا جنسيا و قادرا على الإنجاب.
3-   الثورات الانفعالية العاطفية و المزاجية  نتيجة إلى التبدلات  الهرمونية .
و أهم ما يميز النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة :
·      
الخجل و الميل إلى الانطواء .
·      
الشعور بالذنب و الخطيئة  فيما يتعلق بالجنس .
·      
التردد نتيجة نقص الثقة بالنفس .
·      
خصوبة الخيال و بداية أحلام اليقظة .
و من أهم تأثيرات البلوغ على النمو الانفعالي و التي تجعل هذا النمو يتميز بخصائص مميزة عن المراحل السابقة أو اللاحقة و التي نجملها في:
أ- عنف الانفعالات
ب – حدة الانفعالات
جالحساسية الانفعالية  و التي نعني بها عدم تحكم  المراهق في المظاهر الخارجية لحالته الانفعالية
وينقل الدكتور أسعد الأمارة في بحثه عن " ابني المراهق في أزمة..كيف أتعامل معه؟ " عن  الدكتور احمد عزت راجح أبرز  الصراعات التي يعاني منها المراهق و التي يجملها في :

-
صراع بين مغريات الطفولة والرجولة
-
صراع بين شعوره الشديد بذاته وشعوره الشديد بالجماعة
-
صراع جنسي بين الميل المتيقظ وتقاليد المجتمع او بينه وبين ضميره
-
صراع ديني بين ما تعلمه من شعائر وبين ما يصوره له تفكيره الجديد
-
صراع عائلي بين ميله الى التحرر من قيود الاسرة وبين سلطة الاسرة
-
صراع بين مثالية المتطلبات والواقع المغري.
المشكلات الانفعالية  لدى المراهق :

و بالتوازي مع خصائص النمو الانفعالي   و الصراعات التي يعانيها ، هناك جملة من المشكلات الانفعالية  لدى المراهق   . و هي عديدة و عُبر عنها بأشكال و مصطلحات متعددة منها:
1- الخوف:و هو انفعال طبيعي و ضروري للحفاظ على الحياة عندما يتهددها الخطر. و هناك خوف سليم عندما يتعلق بمواجهة المخاطر  و خوف مرضي عندما تكثر الهواجس فيصبح الخوف هو الذي يقود تعامل المراهق مع التحدياتو يؤدي بالمراهق إلى الانزلاق و الانحراف السلوكي بالاتجاه  نحو الانطواء أو الجريمة للاتقاء من الخطر
2-     القلق:" يعتبر القلق مركب انفعالي من الخوف المستمر مما يسبب تهديد لكيان الفرد الجسمي أو النفسي يعوق أداءه. و القلق العادي يدعو الإنسان إلى الإنجاز و التحصيل أما القلق المرضي فيعوق الفرد عن الأداء و يؤدي به إلى أحلام اليقظة و الأحلام المزعجة و الكابوس و العدوان " .
3-   الاغتراب والتمرد:  "فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية ".
4-     الاكتئاب و اليأس و القنوط :و هي نتاج عجز المراهق عن التعبير عن نفسه ، والميل إلى كتمان الانفعالات .و يعبر الإكنئاب عن مجموعة من الأعراض المركبة و التي يطلق عليها العلماء مفهوم الزملة الاكتئابية و التي أجملها  عبد الستار إبراهيم  في :
·      
الاستياء و الكدر
·      
ضعف مستوى النشاط الحركي و الخمول
·      
الشعور يتثاقل الأعباء
·      
الشكاوي الجسمية و الآلام العضوية
·      
توتر العلاقات الاجتماعية
·      
مشاعر الذنب و اللوم المرضي للتفس
·      
الإدراك السلبي للبيئة و التفكير الانهزامي
5-    الغضب:إن أهم ما يميز مرحلة المراهقة بأنها تتصف بالاستقلالية و تجريب كل شيء. و بأن الصلة بين الآباء و الأولاد تضعف مما تسبب أزمة في التواصل بينهما. و يكون الغضب هو السمت الأبرز في العلاقة بينهما . و هناك أنماط متعددة لإدارة الغضب و له التأثير الكبير في معالجة المشاكل.و الغضب يشار إليه عادة على أنه انفعال سطحي و هذا يعني أنه بإمكان الفرد أن يغبر عن غضبه بسرعة بينما يكون لديه مشاعر أخرى متخفية . و تصاحب الغضب مجموعة من المشاعر: مشاعر الإحباط، الإثم، الخجل، الوحدة، الخوف و البلادة.
استراتيجيات حل المشكلات النمائية :

يحدد خبراء الإستراتيجية في طرق حل المشكلات   أربعة مراحل أساسية لها:
1-.    تحديد المشكلة
2-   اختيار الإستراتيجية المناسبة للمشكلة
3-   حل المشكلة أو استخدام الإستراتيجية المختارة
4-   التغذية الراجعة  بمعنى تقويم الإستراتيجية في حل المشكلة .
و سنكتفي هنا بذكر مجموعة من التوجيهات العامة و النصائح المساعدة في حل المشكلات التي يواجهها المراهق و هي في تقديرنا تمثل دليل مهم. و هذه التوجيهات استقيناها من بحث الأمارة المذكور في فقرة المراجع و التي أجملها في:
-
مد جسور التواصل والحوار مع المراهق ولو بوساطة آخر يثق به .
-
قبول ما يصدر منه من سلوك غير واعي وإرشاده باللين نحو الصحيح بالتدريج
-
نتقبله كما هو لكي نعيد التوازن لذاته المهزوزة
-
توجيهه نحو اختيار أفضل الأصدقاء
-
اقناعه باللين والتوجيه المركز بتقليل ممارسة العادات السيئة مثل التدخين او ممارسة العادة السرية او إقامة العلاقات مع الجنس الاخر بشدة واندفاع والتوجه نحو ممارسة الرياضة
-
مساعدته على التنظيم الجزئي لأوقات الدراسة في البيت وتنمية هوايات جديدة لديه .
-
اقناعه بتناول الغذاء المتوازن وتجنب الإكثار من الوجبات السريعة .
-
إعادة بناء الحوار بوسائل جديدة .
-
إشعاره بالمحافظة على خصوصياته وعدم توجيه النقد اللاذع له او تهديده بكيانه .
-
إشعاره في الطمأنينة في بيته .


خصائص النمو الأنسانى:
حتى يتوجة فهمنا لطبيعة النمو الانسانى وجهه صحيحة نعرض فيما يلى الخصائص الجوهرية لهذة العملية الهامة :
1- النمو عملية تغير :
كل نمو فى جوهرة تغير , ولكن ليس كل تغير يعد نمواً حقيقيا , وعموما يمكن القول أن علم نفس النمو يهتم بالتغيرات السلوكية التى ترتبط ارتباطا منتظما بالعمر الزمنى . فإذا كانت هذة التغيرات تطرأ على النواحى البيولوجية
والفسيولوجية وتحدث فى بنية الجسم الانسانى ووظائف اعضاءة نتيجة للعوامل الوراثية ( الفطرة ) فى اغلب الأحيان , فان هذة التغيرات تسمى نضجا Maturation . اما إذا كانت هذة التغيرات ترجع فى جوهرها الى آثار الظروف البيئية) الخبرة ) تسمى تعلماً Learing . وفى كلتا الحالتين , النضج والتعلم قد تدل التغيرات على تحسن أو تدهور , وعادة ما يكون التدهور فى الحالتين فى المراحل المتأخرة من العمر .
أما التغيرات غير النمائية فانها على العكس تعد نوعا من حالة الانتقال التى لا تتطلب ثورة أو تطوراً , فالشخص قد يغير ملابسة إلا أن ذلك لا يعنى نمواً , فتتابع الاحداث فى هذا المثال لا يتضمن وجود علاقة بين الحالة الراهنة للشخص وحالتة السابقة , ومن السخف بل ومن العبث , أن نفترض مثلاً أن ملابس الشخص التى كان يرتديها فى العام الماضى نمت بالتطور أو الثورة إلى ما يرتدية الآن .
وهناك خاصية أخيرة فى التغيرات النمائية أنها شبة دائمة باعتبارها نتاج كل من التعلم والنضج , وفى هذا تختلف عن التغيرات المؤقتة أو العارضة أو الطارئة مثل حالات التعب أو النوم أو الوقوع تحت تأثير مخدر , فكلها ألوان من التغير المؤقت فى السلوك ولكنها ليست نموا لأن هذة التغيرات جميعا تزول بزوال العوامل المؤثرة فيها وتعود الأحوال إلى ما كانت علية من قبل.
2- النمو عملية منتظمة :
توجد أدلة تجريبية على ان تغيرات النمو تحدث بطريقة منتظمة , على الأقل فى الظروف البيئية العادية , ومن هذة الأدلة ما يتوافر من دراسة الاطفال المبتسرين ( الذين يولدون بعد فترة حمل تقل عن 38 أسبوعا ) والذين يوضع الواحد منهم فى محضن يتشابة مع بيئة الرحم لاكتمال نموة كجنين , فقد لوحظ انهم ينمون بيولوجيا وفسيولوجيا وعصبيا بنفس معدل نمو الأجنة الذين يبقون فى الرحم نفس الفترة الزمنية .
وتحدث تغيرات منتظمة مماثلة بعد الولادة , وأشهر الأدلة على ذلك جاء من بحوث جيزل وزملائة الذين درسوا النمو الحركى للأطفال فى السنوات الاولى من حياتهم , فقد لاحظوا الاطفال فى فترات منتظمة وفى ظروف مقننة ووصفوا سلوكهم وصفا دقيقاً ووجدوا نمطا تتابعيا للنمو الحركى , ومن أمثلة ذلك , الاتجاة من اعلى الى أسفل , والاتجاة من الوسط الى الأطراف , كما تظهر خصائص الانتظام فى سلوك الحبو والوقوف والمشى واستخدام الايدى والاصابع والكلام , هذة الالوان من السلوك تظهر فى معظم الاطفال بترتيب وتتابع يكاد يكون واحداً , ففى نضج المهارات الحركية عند الاطفال نجد أن
الجلوس يسبق الحبو , والحبو يسبق الوقوف , والوقوف يسبق المشى وهكذا , فكل مرحلة تمهد الطريق للمرحلة التالية , وتتتابع المراحل على نحو موحد.

3- النمو عملية كلية :
إذا كان النمو عملية كلية فالعلاقات الموجودة بين جوانب النمو تسير فى اتجاة واحد سواء فى طور البناء أم فى طور الهدم , وهو ما يمكننا من التنبؤ بمعدل النمو فى احد الجوانب إذا عرفنا معدلة فى جانب آخر لأن هناك تلازما فى معدل سرعة النمو فى الدورات المختلفة سرعة أو بطأ , فإذا كان هناك طفل ينمو ذكاؤة بمعدل أعلى من المتوسط فيمكن التوقع بأن نموة الجسمى سيكون أعلى من المتوسط أيضاً , والعكس صحيح أيضاً فقد يكون التأخر فى أحد المهارات الحركية كالمشى مثلا دليل على التأخر فى الذكاء .
4- النمو عملية فردية :
يتسم النمو الانسانى بأن كل فرد ينمو بطريقتة وبمعدلة , ومع ذلك فإن الموضوع يخضع للدراسة العلمية المنظمة , فمن المعروف أن البحث العلمى يتناول حالات فردية من أى ظاهرة فيزيائية أو نفسية , ثم يعمم من هذة الحالات الى الظواهر المماثلة , إلا أن شرط التعميم العلمى الصحيح أن يكون عدد هذة الحالات عينة ممثلة للأصل الاحصائى الذى تنتسب الية , وبالطبع فان هذا التعميم فى العلوم الانسانية يتم بدرجة من الثقة أقل منة فى العلوم الطبيعية وذلك بسبب طبيعة السلوك الانسانى الذى وهو موضوع البحث فى الفئة الاولى من هذة العلوم .
والنمو الانسانى على وجه الخصوص خبرة فريدة , ولهذا فإن ما يسمى القوانين السلوكية قد لا تطبق على كل فرد بسبب تعقد سلوك الانسان , وتعقد البيئة التى يعيش فيها , وتعقد التفاعل بينهما , ومن المعلوم فى فلسفة العلم أن التعميم لا يقدم المعنى الكلى للقانون اذا لم يتضمن معالجة مفصلة لكل حالة من الحالات التى يصدق عليها , ومعنى هذا أن علم نفس النمو لة الحق فى الوصول الى قوانينة وتعميماتة , إلا أننا يبقى معنا الحق دائماً فى التعامل مع الانسان موضع البحث فية على انة كائن فريد , ولعلنا بذلك نحقق التوازن بين المنحى العام والمنحى الفردى , وهو ما لا يكاد يحققة أى فرع آخر من فروع علم النفس.
5- النمو عملية فارقة :
على الرغم من أن كثيراً من المعلومات التى تتناولها بحوث النمو تشتق مما يسمى المعيير السلوكية , إلا أننا يجب أن نحذر دائماً من تحويل هذة المعايير الى قيود . وهذا التفظ ضرورى وإلا وقع الناس فى خطأ فادح يتمثل فى اجبار أنفسهم واجبار الآخرين على الالتزام بما تحددة هذة المعايير , ويدركونة بالطبع على أنة النمط ( المثالى ) للنمو . ومعنى ذلك أن ما يؤدية الناس على انة السلوك المعتاد أو المتوسط , أو ما يؤدى بالفعل ( وهو جوهر المفهوم الأساسى للمعيار) يتحول فى هذة الحالة ليصبح ما يجب أن يؤدى , ولعل هذا هو سبب ما يشيع بين الناس من الاعتقاد فى وجود أوقات ومواعيد " ملائمة " لكل سلوك . وهكذا يصبح المعيار العمرى البسيط تقليداً اجتماعيا , ويقع الناس أسرى الساعة الاجتماعية , بها يحكمون على كل نشاط من الأنشطة العظمى فى حياتهم بأنة فى وقتة تماما أو أنة مبكر أو متأخر عنة , يصدق هذا على دخول المدرسة أو أنهاء الدراسة أو الالتحاق بالعمل أو الزواج أو التقاعد مادام لكل ذلك معاييرة , فحينما ينتهى الفرد من تعليمة الجامعى مثلا فى سن الثلاثين فإنة يتصف بالتأخر حسب الساعة الإجتماعية , بينما انجازة فى سن السابعة عشرة يجعلة مبكراً .
وتوجد بالطبع أسباب صحيحة لكثير من قيود العمر , فمن المنطقى مثلا أن ينصح طبيب الولادة سيدة فى منتصف العمر بعدم الحمل , كما ان من العبث أن نتوقع من طفل فى العاشرة من عمرة أن يقود السيارة , إلا أن هناك الكثير من قيود العمر التى ليس لها معنى على الإطلاق فيما عدا أنها تمثل ما تعود الناس علية , كأن تعتبرالعشرينات أنسب عمر للزواج فى المعيار الامريكى , وهذة المجموعة الأخيرة من القيود هى التى نحذر منها حتى لا يقع النمو الإنسانى فى شرك " القولبة " والجمود بينما هو فى جوهرة مرن على أساس مسلمة الفروق الفردية التى تؤكد التنوع والأختلاف بين البشر .
6- النمو عملية مستمرة :
بمعنى أن التغيرات التى تحدث للفرد فى مختلف جوانبة العضوية والعقلية لا تتوقف طوال حياتة , ويغلب على هذة التغيرات طابع البناء فى المراحل الأولى من العمر. بينما يغلب عليها طابع الهدم فى المراحل الأخيرة منة , والنمو بهذا المعنى سلسلة من الحلقات يؤدى اكتساب حلقة منها الى ظهور الحلقة التالية , فاذا اخذنا النمو الحركى مثلا فاننا نجد أن الطفل يمر بالتطورات الآتية : إنتصاب الرأس ثم الجلوس فالحبو فالوقوف فالمشى والقفز والتسلق , ولا بد أن تتم هذة العمليات بنفس الترتيب , فلا يمكن أن يمشى الطفل قبل أن يقف , ولا يمكن ان يجرى ويقفز قبل أن يتعلم المشى هكذا , وإذا كان النمو مجموعة من الحلقات فهى حلقات متصلة فى سلسلة واحدة , وهى سلسلة النمو أو دورة النمو .




أهداف علم نفس النمو:
يمكن القول أن لسيكولوجية النمو هدفين أساسين : أولهما الوصف الكامل والدقيق قدر الإمكان للعمليات النفسية عند الناس في مختلف أعمارهم واكتشاف خصائص التغير الذي يطرأ على هذه العمليات في كل عمر , وثانيهما : تفسير التغيرات العمرية ( الزمنية ) في السلوك أي اكتشاف العوامل والقوى والتغيرات التي تحدد هذه التغيرات , ثم أضيفت أهداف أخرى تتصل بالرعاية والمعاونة والتحكم والتنبؤ , أو باختصار التدخل في التغيرات السلوكية .
1)
وصف التغيرات السلوكية :
على الرغم من أن هدف الوصف هو أبسط أهداف العلم إلا أنة أكثرها أساسية , فبدونه يعجز العلم عن التقدم إلى أهدافه الأخرى , والوصف مهمتة الجوهرية ان يحقق الباحث فهما افضل للظاهرة موضع البحث , ولذلك فالباحث فى علم نفس النمو علية ان يجيب أولاً على أسئلة هامة مثل : متى تبأ عملية نفسية معينة فى الظهور ؟ وما هى الخطوات التى تسير فيها سواء نحو التحسن أو التدهور؟ وكيف تؤلف مع غيرها من العمليات النفسية الأخرى أنماطا معينة من النمو ؟ مثال ذلك اننا جميعا نلاحظ تعلق الرضيع بامة وان الام تبادل طفلها هذا الشعور , والسؤال هنا : متى يبدأ شعور التعلق فى الظهور ؟ وما هى مراحل تطورة ؟ وهل الطفل المتعلق بأمة تعلقا آمنا يكون أكثر قدرة على الاتصال بالغرباء أم أن هذة القدرة تكون أكبر لدى الطفل الأقل تعلقا بأمة ؟ هذة وغيرها اسئلة من النوع الوصفى .
ويجاب عن هذة الاسئلة بالبحث العلمى الذى يعتمد على الملاحظة , أى من خلال مشاهدة الاطفال والاستماع اليهم , وتسجيل ملاحظاتنا بدقة وموضوعية . ولا شك أن مما يعيننا على مزيد من الفهم أن ملاحظاتنا الوصفية تتخذ فى الاغلب صورة النمط أو المتوالية , وحالما يستطيع الباحث أن يصف اتجاهات نمائية معينة ويحدد موضع الطفل أو المراهق أو الراشد فيها فأنة يمكنة الوصول الى الاحكام الصحيحة حول معدل نموة , وهكذا نجد أن هدف الوصف فى علم نفس النمو يمر بمرحلتين أساسيتين : أولاهما الوصف المفصل للحقائق النمائية , وثانيهما ترتيب هذة الحقائق فى اتجاهات أو انماط وصفية , وهذة الأنماط قد تكون متآنية فى مرحلة معينة , أو متتابعة عبر المراحل العمرية المختلفة .
2)
تفسير التغيرات السلوكية :
الهدف الثانى لعلم نفس النمو هو التعمق فيما وراء الانماط السلوكية التى تقبل الملاحظة , والبحث عن اسباب حدوثها أى هدف التفسير , والتفسير يعين الباحث على تعليل الظواهر موضع البحث من خلال الاجابة على سؤال لماذا ؟ بينما الوصف يجيب على الشؤال : ماذا ؟ وكيف؟
ومن الاسئلة التفسيرية : لماذا يتخلف الطفل فى المشى أو يكون أكثر طلاقة فى الكلام , أو أكثر قدرة على حل المشكلات المعقدة بتقدمة فى العمر ؟ والى أى حد ترجع هذة التغيرات الى " الفطرة " التى تشمل فيما تشمل الخصائص البيولوجية والعوامل الوراثية ونضج الجهاز العصبى , أو الى " الخبرة " أى التعلم واستثارة البيئة .
فمثلا اذا كان الاطفال المتقدمون فى الكلام فى عمر معين يختلفون وراثيا عن المتخلفين نسبيا فية نستنتج من هذا أن معدل التغير فى اليسر اللغوى يعتمد ولو جزئيا على الوراثة , أما اذا كشفت البحوث عن أن الاطفال المتقدمين فى الكلام يلقون تشجيعا أكثر على انجازهم اللغوى ويمارسون الكلام اكثر من غيرهم فاننا نستنتج أن التحسن فى القدرة اللغوية الحادث مع التقدم فى العمر يمكن ان يرجع جزئيا على الأقل الى الزيادة فى الاستثارة البيئية .
وفى الأغلب نجد ان من الواجب علينا لتفسير ظواهر النمو أن نستخدم المغارف المتراكمة فى ميادين كثيرة أخرى من علم النفس وغيرة من العلوم مثل نتائج البحوث فى مجالات التعلم والادراك والدافعية وعلم النفس الاجتماعى والوراثة وعلم وظائف الاعضاء والانثروبولوجيا .
3)
التدخل فى التغيرات السلوكية :
الهدف الثالث من اهداف الدراسة العلمية لنمو السلوك النسانى هو التدخل فى التغيرات السلوكية سعيا للتحكم فيها حتى يمكن ضبطها وتوجيهها والتنبؤ بها .
ولا يمكن ان يصل العلم إلى تحقيق هذا الهدف إلا بعد وصف جيد لظواهرة وتفسير دقيق صحيح لها من خلال تحديد العوامل المؤثرة فيها , لنفرض أن البحث العلمى أكد لنا ان التاريخ التربوى الخاطىء للطفل يؤدى بة إلى أن يصبح بطيئا فى عملة المدرسى , ثائرا متمردا فى علاقاتة مع الافراد , أن هذا التفسير يفيد فى اغراض العلاج من خلال تصحيح نتائج الخبرات الخاطئة , والتدريب على مهارات التعامل مع الآخرين , وقد يتخذ ذلك صوراً عديدة لعل أهمها التربية التعويضية , والتعلم العلاجى .

















الخاتمة

ولعني أختم هذا البحث في مراحل النمو النفسي
المرحلة الفمية المصية :
وتشمل العام الأول من حياة الطفل . وتتركز حياة الطفل فى هذة السن حول فمة , ويأخذ لذتة من المص , حيث يعمد الى وضع أصبعة أو جزءً من يدية فى فمة ومصة , ويتمثل الاشباغ النموذجى فى هذة المرحلة فى مص ثدى الأم , وحينما يغيب الثدى عنة يضع أصبعة فى فمة كبديل للثدى , ويؤكد فرويد على أن هذة المرحلة هى مرحلة الإدماج القائمة على الأخذ.
المرحلة الفمية العضية :
وتشمل العام الثانى. ويتركز النشاط الغريزى حول الفم أيضا , ولكن اللذة يحصل عليها هذة المرة من خلال العض وليس المص , وذلك بسبب التوتر الناتج عن عملية التسنين , فيحاول الطفل أن يعض كل ما يصل إلية , وهنا يشير فرويد الى أول عملية احباط تحدث للفرد فى حياتة , وذلك حينما يعمد الطفل الى عض ثدى الأم , وما يترتب على ذلك من سحب الأم للثدى من فمة , أو عقابة , مما يوقعة فى الصراع لأول مرة , فهو يقف حائراً بين ميلة الى اشباع رغبتة فى العض وبين خوفة من عقاب الأم وغضبها والذى يتمثل لدية فى سحبها للثدى من فمة ,


وهذة المرحلة هى مرحلة ادماج أيضا تقوم على الأخذ والإحتفاظ , والطفل فى هذة المرحلة ثنائى العاطفة يحب ويكرة الموضوع ( الشخص ) الواحد فى نفس الوقت , حسب ما ينالة من اشباع أو احباط على يد هذا الموضوع ( الشخص) .
المرحلة الأستية :
وتشمل العام الثالث , حيث تنتقل منطقة الأشباع الشهوى من الفم الى الشرج , ويأخذ الطفل لذتة من تهيج الغشاء الداخلى لفتحة الشرج عند عملية الاخراج , ويمكن أن يعبر الطفل عن موقفة أو اتجاهه إزاء الأخرين بالإحتفاظ بالبراز أو تفريغة فى الوقت أو المكان غير المناسبين , والطابع السائد للسلوك فى هذة المرحلة هو العطاء , ويغلب على مشاعر الطفل المشاعر الثنائية أيضا , كما فى المرحلة السابقة.